الشيطان، هنا عبارة عن الشُّهوة، فإِن كلَّ قوَّة ذميمة تسمى شيطاناً. وقيل: بل أَرَاد برجْز الشيطان ما يدعو إِليه من الكفر والبهتان والفساد.
والرِّجس: الشىءُ القَذِر. يقال: رجل رِجْسٌ، ورجال أَرجاس.
وهو على أَربعة أَوجه: إِمَّا من حيث الطَّبع، وإِمّا من جهة العقل، وإِمّا من جهة الشرع، وإِمّا من كلِّ ذلك، كالمَيتة فإِنَّها تُعاف طبعًا وعقلاً وشرعاً.
والرّجس من جهة الشرع: الخمر والمَيْسِرِ، وقيل: إِنَّ ذلك رِجْسٌ من جهة العقل، وعلى ذلك نبَّه بقوله ﴿وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾ لأَنَّ كلَّ ما يزيد إِثمُه على نفعه فالعقل يقتضى اجتنابَه. وجعل الكافرين رجساً من حيث إِنَّ الشرك أَقبح الأَشياء.
وقوله تعالى: ﴿وَيَجْعَلُ الرجس عَلَى الذين لاَ يَعْقِلُونَ﴾، قيل: الرّجس: النَتْن، وقيل: العذاب، وذلك كقوله: ﴿إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ﴾.


الصفحة التالية
Icon