الصبر شكوى الله لا الشكوى إِلى الله؛ كما رأَى بعضهم رجلاً يشكو إِلى آخر فاقةً وضرورة، فقال: يا هذا، تشكو من يَرْحَمُكَ إِلى مَنْ لا يرحمك! ثمّ أَنشده:
وإِذا اعْتَرَتْكَ بليّةٌ فاصبِر لها | صَبْرَ الكريمِ فإِنَّه بك أَرحمُ |
وإِذا شكوتَ إِلى ابن آدم إِنّما | تشكو الرّحيم إِلى الَّذى لا يرحم |
وهو على ثلاث درجات:
الأُولى: الصّبر عن المعصية بمطالعة الوعيد. وأَحسن منها الصّبر عن المعصية حياءً.
الثانية: الصّبر على الطاعة بالمحافظة عليها دوامًا، وبرعايتها إِخلاَصًا، وبتحسينها عِلمًا.
الثالثة: الصّبر فى البلاءِ بملاحظة حسن الجزاءِ، وانتظار رَوْح الفَرَج، وتهوِين البليّة بِعَدّ أَيادى المِنَن، وتذكُّر سوالف النِّعم.