بصيرة فى فوت وفوج
الفَوْت والفَوَات: خلاف إِدراك الشىءِ والوصول إِليه. فاتَهُ يفوته فَوْتًا وفَوَاتًا، قال تعالى: ﴿وَلَوْ ترى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ﴾ قال، ابن عرفة: أَى لم يَسبقوا ما أريد منهم. ومرّ النبى صلَّى الله عليه وسلَّم بحائط مائل فأَسرع المشى، فقيل: يا رسول الله أَسرعت المشى، فقال: "أَخاف موت الفَوَات"، أَى موت الفُجاءَة. ورجل فُوَيت وامرأَة فوَيت لم ينفرد برأْيه ولا يشاور. والافتيات: السبق إِلى الشىءِ دون ائتمار من يؤتمر. وتفاوت الشيئان تباعد ما بينهما تفاوُتاً. وقال ابن السِّكِّيت: قال الكلابيوّن: تفاوَتاً بفتح الواو، وقال العنبرىُّ: تفاوِتاً بكسر الواو. وحكى أَيضاً أَبو زيد تفاوَتاً / - وتفاوِتاً بفتح الواو وكسرِها - وهو على غير قياس؛ لأَن المصدر من تفاعَل تفاعُل بضم العين إِلاَّ ما روى فى هذه الكلمة.
وقوله تعالى: ﴿مَّا ترى فِي خَلْقِ الرحمان مِن تَفَاوُتٍ﴾ أَى اختلاف واضطراب. وقرأَ حمزة والكسائىّ: (من تفوّت)، قال السُدّى: أَى من عيب، يقول النّاظر: لو كان كذا وكذا كان أَحسن.
وجعل الله رزقه فَوْت فمه، أَى حيث يراه ولا يصل إِليه.
والفَوْج: الجماعة يمرّون مسرعين، قال تعالى: ﴿يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجاً﴾.


الصفحة التالية
Icon