بصيرة فى عجز وعجف وعجل
العَجُز من كلِّ شىءٍ: مؤَخَّره، قال تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾
والعَجْزُ: أَصله التأَخُّر عن الشىءِ وحصولُه عند عَجُز الأَمر، أَى مؤخَّره؛ كما ذكر فى الدُّبُر. وصار فى العرف اسما للمقصور عن فعل الشىءِ، وهو ضدّ القدرة. وأَعجزته وعجَّزته وعاجزته: جعلته عاجزًا.
وقوله [تعالى] :﴿والذين سَعَوْاْ في آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ﴾ وقرئَ ﴿مُعَجِّزينَ﴾. فمُعاجزين قيل معناه: ظانِّين ومقدّرين أَنهم يُعجزوننا، لأَنَّهم حسبوا أَن لا بعث ولا نشور فيكونَ ثواب وعقاب. وهذا فى المعنى كقوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الذين يَعْمَلُونَ السيئات أَن يَسْبِقُونَا﴾. ومُعَجِّزين: ينسبون مَن تبع النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم إِلى العَجْز؛ نحو جَهَّلته وفسَّقته. وقيل معناه: مثبِّطين أَى مُقنِّطين الناس عن النبىِّ صلى الله عليه وسلَّم، كقوله تعالى: ﴿الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾. والعَجُوز سُمِّيت لعجزها عن كثير من الأُمور، ولها معانٍ تنيّف على ثمانين ذكرتها فى القاموس وغيره من الكتب الموضوعة فى اللغة.
والعَجَف -محركة-: ذهاب السّمَن. وهو أَعجف وهى عجفاءُ، والجمع عِجَاف منهما، وقد عجِف وعَجُف كفرح وكرم. وليس أَفعل يجمع على فِعَال غيرها، قال تعالى: ﴿سَبْعٌ عِجَافٌ﴾. والعجفاءُ: الأَرض لا خير فيها. وعَجَف نفسه عن الطَّعام عَجْفا وعُجُوفاً: حبسها عنه.


الصفحة التالية
Icon