وقوله: ﴿ذلك عِيسَى ابن مَرْيَمَ قَوْلَ الحق الذي فِيهِ يَمْتُرُونَ﴾، وإِنما سمَّاه قول الحقِّ تنبيهاً على ما قال: ﴿إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾. وتسميته قولاً كتسميته كلمة فى قوله: ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ﴾.
وأَمَّا قوله: ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾ فمعناه: فى أَمر البعث، فسمَّاه قولا، فإِن المقول فيه يسمَّى قولا، كما أنَّ المذكور يسمَّى ذِكرا.
وقوله: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ نسب القول إِلى الرَّسول، وذلك لأَنَّ القول الصَّادر إِليك عن رسول يبلِّغه إِليك عن مرسِل له يصحّ أَن تنسبه إِليه تارة، وإِلى رسوله تارة. وكلاهما صحيح.
وقوله: ﴿الذين إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ لم يُرد به القول النطقى فقط، بل أَراد ذلك إِذا كان معه اعتقاد وعمل.
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القول﴾، وقوله: ﴿عِبَادِ الذين يَسْتَمِعُونَ القول﴾ المراد بهما القرآن ولهما نظائر.
وقوله: ﴿وَقُل لَّهُمْ في أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً﴾ أَمر بوعظهم وتذكيرهم، والمبالغة فى ذلك.