وقوله تعالى: ﴿لَسْتُمْ على شَيْءٍ حتى تُقِيمُواْ التوراة والإنجيل﴾. أَى توفُّوا حقَّهما بالعلم والعمل. وقوله: ﴿فاقتلوا المشركين﴾ إِلى قوله: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصلاة﴾، قيل المراد به إِقامتها بالإِقرار بوجوبها لأَدائها.
والمُقامة: الإِقامة، قال تعالى: ﴿الذي أَحَلَّنَا دَارَ المقامة﴾.
والمُقَام يقال للمصدر والزَّمان والمكان والمفعول. لكن الوارد فى القُرْآن المصدر نحو قوله: ﴿إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً﴾، وقوله: ﴿لاَ مُقَامَ لَكُمْ فارجعوا﴾ أَى لا مستقر لكم. وقرئ، ﴿لا مَقَامَ لَكُمْ﴾ من أَقام. وقرئ: ﴿إِنَّ المتقين فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ بالضمّ أَى فى مكان تدوم إِقامتهم فيه. وعذابٌ مقيم أَى دائم. و ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ إِشارة إِلى ما خصَّ به الإِنسان من العقل والفهم وانتصاب القامة الدالَّة على استيلائه على كل ما فى هذا العالم.
وتقويم الشىءِ: تثقيفه، والسّلعة: تثمينها.
والمَقَامة: الجماعة. قال:
وفيهم مَقَامات حسانٌ وجوههم
كأَنَّهم جعلوا اسم المكان اسماً لأَهله المقيمين به.
والاستقامة: لزوم المنهج القويم قال تعالى: {إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله


الصفحة التالية
Icon