بصيرة فى قهر وقوى
القهر: الاستيلاءُ والغلبة على طريق التذليل، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تَقْهَرْ﴾.
والقوّة ضدّ الضعف، والجمع: قُوًى وقِوًى. والقَوَاية - بالفتح -: القوة. قوِى يقوى - كرضى يرضى - فهو قَوِىّ. وتقوّى واقتوى. وقوّاه الله. وفلان قَوِىٌّ مُقْوٍ أَى في نفسه ودابَّته.
وقد تستعمل القوة بمعنى القدرة؛ نحو: ﴿خُذُواْ مَآ ءاتيناكم بِقُوَّةٍ﴾. وتستعمل للتهيّؤ الموجود فى الشىءِ، وأَكثر من يستعمل هذا الفلاسفة، ويستعملونه على وجهين: أَحدهما أَن يقال لِمَا كان موجوداً، فيقال: كاتب بالقوّة، أَى معه المعرفة بالكتابة؛ لكنه ليس يَستعمل. والثانى يقال: فلان كاتب بالقوّة، وليس يعنى أَنَّ معه العلم بالكتابة، ولكن معناه: يمكنه أَن يتعلَّم الكتابة.
والقوّة تستعمل فى البدن تارة، وفى القلب تارة، وفى المعاون من خارج تارة، وفى القدرة الإِلهية تارة.
ففى البدن قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾، وقوله: ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾، فالقوَّة هاهنا قوَّة البدن بدلالة أَنه رغب عن القوّة الخارجة