بصيرة فى كبد
الكَبِد والكَبْد والكِبْد واحدة الأَكباد. قال الفراءُ: يذكَّرو ويؤنَّث. وكَبِدُ السَّماءِ وكَبْداؤها، وكُبيداؤها، وكُبَيداتها - كأَنهم صغَّروها كبيدة ثم جمعوها - وهى ما استقبلك من وسطها.
والكَبَد: الشدّة والمشقَّة، قال تعالى: ﴿خَلَقْنَا الإنسان فِي كَبَدٍ﴾، أَى يكابد أَمره فى الدنيا والآخرة. وقيل: خُلق منتصبا غير منحنٍ كسائر الحيوان. وقال ابن عرفة: (فى كَبَد) : فى ضِيق، ثم يكابد ما يكابده من أُمور دنياه وآخرته، ثم الموت إِلى أَن يستقرّ فى جنَّة أَو نار. وقال ابن دريد: الكَبَد: مصدر كَبِد يَكْبَد كَبَدا: إِذا اشتكى كبِده.
وكَبَدهم البرد: شقَّ عليهم وضيَّق، ومنه قول بلال: أَذَّنتُ فى ليلة باردة، فلم يأْت أَحد، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: ما لهم يا بلال؟ قلت: كَبَدهم البرد. قال بلال: فلقد رأَيتهم يتروّحون فى الضحاء، يريد أَنه دعا لهم بانكسار البرد عنهم حتى احتاجوا إِلى التروّح.


الصفحة التالية
Icon