الكفر والفسوق} ؟ قيل: ﴿إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ﴾ تنبيه على ما ينطوى عليه الإِنسان من كفران النعمة، وقلَّة ما يقوم بأَداءِ الشكر، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿قُتِلَ الإنسان مَآ أَكْفَرَهُ﴾، ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكور﴾. وقوله: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾ تنبيه أَنَّه عرَّفه الطَّريقين؛ كما قال: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النجدين﴾ فمِن سالك سبيل الشكر، ومن سالك سبيل الكفر.
والكَفَّار أَبلغ من الكَفُور، كقوله: ﴿كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾. وقد أَجرى الكَفَّار مُجرى الكَفُور فى قوله: ﴿إِنَّ الإنسان لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾. والكُفَّار فى جمع الكافر المضادّ للمؤْمن أَكثر استعمالاً، كقوله: ﴿أَشِدَّآءُ عَلَى الكفار﴾. والكَفَرَة فى جمع كافر النعمة أَكثر استعمالاً؛ كقوله: ﴿أولائك هُمُ الكفرة الفجرة﴾، [أَلا ترى أَنه وَصف الكفرة بالفجرة]، والفجرة قد يقال للفسّاقِ من المسلمين. وقوله: ﴿جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾ أَى الأَنبياء ومن يجرى مَجراهم ممّن بذلوا النصح فى دين الله فلم يُقبل منهم.
وقوله: ﴿إِنَّ الذين آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ﴾، قيل عُنى بقوله آمنوا أَنهم آمنوا بموسى عليه السلام، (ثم كفروا) بمن بعده. وقيل: آمنوا ثم كفروا بموسى إِذ لم يؤْمنوا بغيره. قيل: هو ما قال: