والقمر}، فقالوا: معناه: إِى والقمر. وهذا المعنى لا يتأَتَّى فى آيتى المؤمنين والشعراء. وقول من قال بمعنى حقا لا يتأَتَّى فى نحو: ﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفجار﴾، ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ﴾، لأَنَّ (إِنَّ) تكسر بعد أَلا الاستفتاحية، ولا تكسر بعد حقَّا ولا بعد ما كان بمعناها، ولأَن تفسير حرف بحرف أَولى من تفسير حرف باسم.
وإِذا صلح الموضع للردع ولغيره جاز الوقف عليها والابتداء بها على اختلاف التقديرين. والأرجح حملها على الردع؛ لأَنه الغالب عليها، وذلك نحو: ﴿أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمان عَهْداً كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾، ﴿واتخذوا مِن دُونِ الله آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ﴾.
وقد يتعيَّن للردع أَو الاستفتاح نحو: ﴿رَبِّ ارجعون لعلي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ﴾ لأَنها لو كانت بمعنى حقًّا لما كُسرت همزة إِنَّ، ولو كانت بمعنى نعم لكانت للوعد بالرجوع، لأَنها بعد الطلب، كما يقال: أَكرم فلانا فتقول: نعم. ونحو: ﴿قَالَ أَصْحَابُ موسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، وذلك لكسرِ إِنَّ، ولأَنَّ نَعَمْ بعد الخبر للتصديق.
وقد يمتنع كونها للزجر والردع، نحو: ﴿وَمَا هِيَ إِلاَّ ذكرى لِلْبَشَرِ كَلاَّ والقمر﴾ إِذ ليس قبلها ما يصحّ ردّه.