بصيرة فى منّ
مَنَّ عليه مَنًّا ومِنَّة ومِنِّينَى: امتنَ. قال تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ﴾، فالمِنَّة منهم بالقول، ومنَّة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إِيَّاهم، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين﴾ أَى أَثقلهم بالنعمة الثقيلة. وذلك بالحقيقة لا يكون إِلا لله تعالى.
وقوله تعالى: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً﴾ المنُّ إِشارة إِلى الإِطلاق بغير عِوَض. وقوله: ﴿فامنن أَوْ أَمْسِكْ﴾، أَى أَنفق. وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ فقد قيل: هو المِنَّة بالقول، وذلك أَن يَمْتَنَّ به ويَستكثره، وقيل: معناه: لا تعط مبتغياً أَكثر منه. ومنه قوله تعالى: ﴿لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ أَى غير مقطوع، من قولهم مَنَّ الحبل: قطعه، وقيل: غير محسوب ولا معتدّ به / من قولك: مَنَّ عليه إِذا امَتنَّ، وقيل: غير منقوص، ومنه قيل للمَنِيَّة: المَنُون، لأَنَّها تَنقص العدد، وتقطع المَدَد. وقيل: إِن المنَّة تكون بالقول، وهى من هذا لأَنها تقطع النعمة، وتقتضى قطع الشكر


الصفحة التالية
Icon