مِن رَّبِّكَ}. وقوله: ﴿وَأَوْحَيْنَآ إلى موسى وَأَخِيهِ﴾ فوحْيُه إِلى موسَى بِوسَاطة جبريل، وإِلى هارون بوَساطة مُوسَى عليه السّلام.
وقوله: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الملائكة أَنِّي مَعَكُمْ﴾ فذلك وَحْىٌ إِليهم بوسَاطة اللَّوح والقَلَم فيما قيل.
وقولُه: ﴿وأوحى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا﴾ فإِن كان الوَحْىُ إِلى أَهل السماءِ فقط فُالمُوحَى إِليه مَحْذوفٌ ذِكْره كأَنَّه قال: أَوْحَى إِلى الملائكة، لأَنَّ أَهل السّماءِ هم الملائكة، ويكون كقوله: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الملائكة﴾، وإِن كان المُوحَى إِليه هى السَّماوَات فذلك تسخيرٌ عند من يجعل السّماءَ غير حَىٍّ، ونُطْقٌ عند من يجعله حَيّاً.
وقوله: ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا﴾ قريبٌ من الأَوّل.
وقوله: ﴿وَلاَ تَعْجَلْ بالقرآن مِن قَبْلِ أَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ فحَثٌّ له على التثبتِ فى السّماع، وعلى تَرْك الاسِتعْجال فى تَلَقِّيه وتَلَقُّنه.


الصفحة التالية
Icon