صلَّى الله عليه وسلَّم ولا من كلام علىّ بن أَبى طالب كرّم الله وجهه كما يظنه من لا عِلْمَ له بالمنقولات.
وقال بعضهم: رأَيت الجنَّة والنار حقيقة، قيل له: كيف؟ قال: رأَيته بعَيْنَىْ رسولِ الله/ صلَّى الله عليه وسلَّم، ورؤيتى لهما بعينَيْه أَوثق عندى من روْيتى لهما بعينى، فإِنَّ بصرى قد يُخْطِئ بخلاف نصره صلَّى الله عليه وسلَّم.
واليَقِينُ يَحمِلُ على مُباشَرَة الأَهوال ورُكوب الأَخطار، وهو يأْمرُ بالتقدّم دائما، فإِن لم يقارِنْه العِلْم حَمَل على المعاطِب، والعلم يأْمرُ بالتأّخُّر دائما وبالإِحِجام، فإِنْ لم يُصِبْه اليقينُ فقد [يَصُدّ صاحبه] عن المكاسب والغنائم.
وقال الشيخ أَبو إِسماعيل الأَنصارىّ رحمه الله: اليقين مَرْكَبُ الآخِذِ فى هذا الطَّريق، وهو غاية درجات العامّة وأَوّل خطوة للخاصة، لمَّا كان اليقين هو الَّذى يحمل السّائر إِلى الله، كما قال أَبو سعيد الخرّاز رحمه الله: العلمُ ما اسْتَعْمَلك، واليَقِينُ ما حَمَلَك وسَمّاهُ مَرْكباً يركبه السائر إِلى الله، فإِنَّه لولا اليقين ما سار الراكب إِلى الله، ولا ثَبَتَ لأَحدِ قَدَمٌ فى السّلوك؛ وإِنَّما جعله آخِرَ درجات العامّة لأَنَّهم إِليه ينتهون. ثم حكى قول من قال: إِنَّه أَوّل خطوة للخاصّة، يعنى أَنَّه ليس بمقام له، وإِنَّما هو مُبْتدَأْ سُلوكه، وهذا لأَنَّ الخاصّة عنده سائِرون إِلى الجَمْع والفَناءِ فى شهُود الحقيقة، لا يَقِف لهم دُوَنَها هِمَّة، فكلُّ ما دُونَها فهو