فى الابْتلاءِ والمَلاَمة، لقوله تعالى: ﴿وَأَلْقَيْنَا على كُرْسِيِّهِ جَسَداً﴾. وابْتُلِىَ مُوسَى بِفراقِ أُمِّه فوقع على أَثَره فى قَبْض فِرْعَوْنَ لقوله تعالى: ﴿فالتقطه آلُ فِرْعَوْنَ﴾. وابْتُلىَ صَلَّى الله عليه وسلَّم بفراقِ مكَّة فصار على أَثَره فى دار الهِجْرة والمُهاجَرَة: ﴿والذين تَبَوَّءُوا الدار والإيمان مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾. وابْتُلِىَ يُوسُفُ بِفراقِ أَبِيه فوقع على أَثَرِه فى بِئْر الوَحْشَة وحَبْس البَليَّة: ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الجب﴾. وابْتُلى يَعْقوب بِفراق يُوسُفَ فوقَع فى بَيْت الأَحْزانِ وزَاوِيَة الهُموم وتوظَّفَتْه الآلام والغُموم: ﴿إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله﴾، ثم انتقل من زاويَة المحْنة إِلى بَسْط المِنْحَة وعالَم البُشْرَى والمَسَرَّة. قال:
وَرَدَ البَشِيرُ مُبَشِّراً بقُدُومهِ | فمُلِئْتُ من قَوْل البَشِير سُرُورا |
/واللهِ لَوْ قَنع البَشِيرُ بمُهْجَتِى | أَعْطَيْتُه ورَأَيْتُ ذاك يَسِيرا |
لَوْ قالَ هَبْ لىِ ناظِرَيْكَ لَقُلْتُهَا | خُذْ ناظِرَىَّ فما سَأَلْتَ كَثِيرَا |
وكَأَنَّنِى يَعْقُوبُ مِن فَرَحِى بِهِ | إِذْ عادَ من شَمِّ القَمِيصِ بَصِيرا |