بصيرة فى ذكر ادريس عليه السلام
واسمه بالسّريانية خنوخ ويُقال أَخْنوخ، ومعناه كثير العِبادة - وأَمّا إِدريس فاسمٌ أَعجمىٌّ غير مُنْصَرِف. وقيل: مشتق من الدّرْس والدّراسة بمعنى القِراءة، سمّى به لكثرة ما دَرَس من كُتب الله عزَّ وجلّ، فإِنَّه كان يحفظ صُحُفَ آدم وصُحُفَ شِيثٍ / على ظَهْرِ قَلْبه، وكانت صحفُ آدَمَ واحداً وخمسين صحيفةً، وصحفُ شيثٍ عِشْرِينَ، وصحفهُ خاصّة ثلاثين، وكان يفحظ الجميع ويُدَرِّسه.
قال النَّبِىُّ صلَّى الله عليه وسلم: "ما اجْتَمَع قَوْمٌ فى مَسْجِدٍ من مَساجِدِ اللهِ يَتْلُون كتابَ اللهِ ويَتدارَسُونَه إِلاَّ نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَة وغَشِيَتْهُم الرَّحْمَة، وذَكَرَهُم الله فِيمَن عِنْدَه".
قال:
العِلْمُ أَنْفَسُ عِلْقٍ أَنْتَ ذاخِرُهُ | مَنْ يَدْرُس العِلْم لم تَدْرُس مَفاخِرُهُ |
فاجْهَدْ لِتَعْلَمَ ما أَصْبَحْتَ تَجْهَلُه | فأَوَّلُ العِلْمِ إِقْبالٌ وآخِرُهُ |
ودعاه الله فى التَّنْزيل باثْنَىْ عَشَر اسْما: السَّاجِدُ، والباكِى ﴿خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً﴾ مُجْتَبًى ومَهْدِىٌّ ﴿وَمِمَّنْ هَدَيْنَا واجتبينآ﴾، رفَيعُ الشَّأْن عَلِىُّ المَكان ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً﴾. صالحُ ﴿وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ﴾، صابِرٌ ﴿كُلٌّ مِّنَ الصابرين﴾، صِدِّيقٌ ونَبىٌّ