بصيرة فى ذكر يونس عليه السلام
وفيه ثلاثُ لُغاتٍ: ضَمُّ نُونِه وفَتْحهُ وكَسْرُه، وهو اسمُ علمٍ أَعجمىّ ممتنع من الصَّرْف، وقيل: مُشْتَقٌ وَزْنُه يُفْعِل من آنَس يُؤْنِسُ إِيناساً بمعنى أَبْصَر، قال الله تعالى: ﴿آنَسَ مِن جَانِبِ الطور نَاراً﴾، وقيلَ من الأُنْسِ ضدّ الوَحْشة، سُمِّىَ بِه لأُنْسِهِ بطاعةِ الله، أَو لأَنَّه أَبصر رُشْدَه فى العبادة. قيل: أَوْحَى الله تعالى إِلى يُوْنُسَ أَنْ قُلْ لأُمَّتِكَ قولُوا لا إِله إِلاَّ الله ثم اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ.
وقال النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تُفَضِّلُونى على يُونُسَ بنِ مَتّى" وقال: مَنْ قال أَنا خَيْرٌ من يُونُسَ بنِ مَتّى فَقَدْ كَذَب".
ودعاه الله تعالَى فى القُرْآن بأَحَدَ عشر لَقباً: ذوُ النُّونِ ومُغاضِبٌ فقال ﴿وَذَا النون إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً﴾، ومُنادِى الحَقّ ﴿فنادى فِي الظلمات﴾، ومُسْتَجابُ الدَّعْوة ﴿فاستجبنا لَهُ﴾ والمُنَجَّى ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغم﴾، والمُرْسَل ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ المرسلين﴾ والآبِقُ إِلى الحَقِّ ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الفلك المشحون﴾، والمُدْحَضُ ﴿فَكَانَ مِنَ المدحضين﴾، مُلِيمٌ ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾، مُسَبِّحٌ ﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ﴾، صاحِبُ الحُوت ﴿وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الحوت﴾، مَكْظُومٌ ﴿إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ﴾، مُجْتَبَى وصالِح ﴿فاجتباه رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصالحين﴾.