بصيرة فى ذكر قارون
وهو اسمٌ عِبْرِىٌّ غير مُنْصَرِف، وقيل مشتقّ من قَرَنَ، فاعُول منه للمُبالَغَة، سُمِّىَ به لأَنَّه قُرِنَ بالمُلْكِ ثم قُرِنَ بالهُلْك. وكان ابنَ عَمِّ موسىَ ومتزوّجا بأُختْهِ، وكان عامِلاً لِفِرْعَوْنَ على بنى إِسرائيل قبل مجِئِ مُوسَى، وكان فى الجَمال على حدِّ الكَمال، بحيث كانوا يُلَقِّبُونه بالمُنَوَّرِ، لأَنّ المجلس كان يُنَوَّرُ بجَمالِه.
وسبب جمعه للمال العظيم اطَّلاعُه على صَنْعَةِ الكِيمِياء، يقال كان يعلم مِنْه ثُلُثَه، وأَخذ ثُلُثاً من هارُونَ وثُلُثاً من أُخْتِ مُوسَى، فكَمُلَ له وكَثُر مالُه حتى صارت مفاتِيح خَزائنه تُحْمَلُ على ثمانِين بَعيراً. قال:
وَعَدْتَنِى وَعْدَكَ حَتَّى إِذا | أَطْمَعْتَنِى فى كَنْز قارُونْ |
جئْتَ من اللَّيْل بغَسَّالَة | تَغْسِلُ ما قُلْتَ بصابُونْ |