فيا أسفى على جهل اليهود بل على كذبهم وافترائهم، أفهل كان امتتان الله - تعالى - على هاجر وإسماعيل - عليهما السلام - بهذه المبالغة والتأكيد، وذكر هذه الأمة الخيرة بهذا التشريف والتكريم يعني غير ذلك من معنى؟ يمكن به اليهود أن يزعموا أن هذه الآيات لا تدل على الحث والتحريض على إتباع هذا الدين والتسليم له! سبحانك هذا إفك عظيم.
الإلحاق والافتراء
وأما الإلحاق والافتراء على الله - تعالى - ونسبة ما يكتبونه إلى الله - تعالى - وإلى التوراة، فيرجع سببه إلى أن أحبارهم ورهبانهم تعقموا وتشددوا في الدين، وسلكوا طريق الاستحسان أي استنباط بعض الأحكام بناءًأ على إدراك المصالح فيها بدون أي نص من الشارع، (بل بالعقل المصلحي والهوى البشري) ورجحوا استنباطات واهية، واستسحانات دخلية، فوضعها أتباعهم موضع الأصل وألحقوها به، واعتقدوا اتفاق سلفهم على شيء حجة قاطعة، ولم يكن لديهم مستند في إنكار نبوة عيسى - عليه السلام - إلا أقوال سلفهم، وكذلك حالهم في كثير من الأحكام.
وأما التقصير والتساهل في تنفيذ أحكام الشريعة وارتكاب المناهي، والبخل والحرص، وما إلى ذلك فظاهر أنه من


الصفحة التالية
Icon