كفروا، أو كان الانسياق وراء اللذات الدنيوية قد ملك قلوبهم بحيث لم يذر مكاناً لحب الله - تعالى - ورسوله - ﷺ - أو استولى عليهم الحرص وحب المال، والحسد والضغينة وما إلى ذلك من رذائل الأخلاق والعادات بحيث لم تعد في قلوبهم بشاشة الإيمان وحلاوة الدعاء والابتهال وبركات العبادات، أو انغمسوا في شئون دنياهم إلى حد أن لم تكن لديهم فرصة العبادات، أو انغمسوا في شئون دنياهم إلى حد أن لم تكن لديهم فرصة ترقب الآخرة والتفكير فيها، أو كانت تمر لديهم فرصة ترقب الآخرة والتفكير فيها، أو كانت تمر بخواطرهم وقلوبهم ظنون سيئة وشبهات سطحية ركيكة في رسالة نبينا - ﷺ - رغم أنهم لم يبلغ بهم الحال إني أن يخلعوا عن عنقهم ربقة الإسلام، وينفضوا منه أيديهم بتاتاً.
وقد كانت تنشأ عندهم هذه الشكوك والشبهات بسبب ما يجري من أحكام البشرية على ذات الرسول - ﷺ - وبسبب ظهور الملة الإسلامية في صورة سيطرة الملوك واستيلائهم على نواحي البلاد، وأمثال ذلك (من الأساباب المادية التي قد تشوش بعض ضعاف الإيمان وتنشئ فيهم الشبهات) أو لحبهم لقبائلهم وعشائرهم - مثلاً - الذي دفعهم إلى أن يساعدوها ويقووها ويؤيدوها - جهدهم - ولو على حساب الإسلام، ومناوءة أهله، وبذلك يضعفون الإسلام ويلحقون به الضرر. وهذا القسم من النفاق، هو نفاق الأعمال والأخلاق.