وحنات وأنهار ومطاعم هنيئة شهية وملابس زاهية ناعمة، وعيد حسان، مقصورات في الخيام ومجالس أهل الجنة الفكهة اللطيفة ولقاءاتهم الطيبة الحبيبة، كل هذا مما قد قصه القرآن الكريم وبثه في مختلف السور مراعياً أساليبها الخاصة المتفردة تارة بالإجمال والاختصار وأخرى بالتفصيل والإسهاب.
القاعدة الكلية في مبحث الأحكام:
والقاعدة الكلية في مبحث الأحكام والحلال والحرام أن سيدنا رسول الله - ﷺ - كان قد بعث في الملة الإبراهيمية الحنيفية، فكان من اللازم أن يبقى على شرائع تلك الملة، ولا يحدث أي تغيير في أمهات أحكامها وأصول مسائلها اللهم إلا تخصيصاً لعموماتها وزيادة للتوقيتات والتجديدات فيها وأمثال ذلك من الأمور.
ثم إنه أراد الله - تعالى - أن يزكي نفوس العرب بنبينا محمد - ﷺ - ويزكي نفوس سائر العالم بأيدي العرب الأولين (والرعيل الإيماني الأول) فلزم أن تكون مادة شريعته تدور على عادات العرب وتقاليدهم (مما توارثوها من الملة الحنيفية أو انحرفوا عن جادتها في كثير من شئون الحياة).
الأسباب والمصالح المرعية في الأحكام:
وإذ تأملت وأنعمت النظر في مجوع شرائع الملة الحنفيفة