فانني لا أعرف كيف خلقت.. ومن هنا فانني لا يمكن أن اتحدث علميا عن العنصرين اللذين يتكون منهما الانسان.. وأيهما جاء أولا.. وإذا صمم أحد على أن يبحث في هذا.. يكون قد شغل نفسه بعلم لا ينفعه عن جهل يضره.. لانه لن يستطيع أن يدلل على ما يقول علميا.. وبالتجربة أنا استطيع أن أمسك المادة وادخلها المعمل.. ولكني لا أستطيع أن أمسك بالروح وادخلها الى المعمل.. والعلم يجب أن يتم على مادة صماء.. يمكن أن تدخل في المعمل الاصم.. وتعطى حقائق صماء.. اليست هذه هي الحقيقة.. والدليل على ذلك أن المعسكرات المتصارعة لا تختلف في مذاهب العلم.. ولكنها تختلف في مذاهب الهوى والنظريات.. لا توجد هناك كهرباء أمريكية.. وكهرباء روسية.. ولا توجد كيمياء المانية.. ولا كيمياء انجليزية.. كل علم الكيمياء في أي دولة من دول العالم خاضع لما تعطيه التجربة الصماء التي لا هوى لها.. وبهذا تكون النتيجة واحدة.. سواء كان المعمل انجليزيا أو أمريكيا أو سوفيتيا، أو أي معمل من معامل الدنيا.. ولكن الخلاف يحدث عندما تتدخل مذاهب الهوى والنظريات.. فإذا جئنا الى مذاهب الهوى.. هوى النفس.. نجد أنها متناقضة.. ليست مختلفة.. ولكنها متناقضة.. هذا على النقيض من ذلك.. رأسمالية وشيوعية.. ايمان.. والحا.. وانكار للديانات لماذا؟
لان هوى النفس دخل هنا فأفسد القضية العلمية وأضاع حقائقها.


الصفحة التالية
Icon