هو الجهل.. نسبة مجزوم بها وهي غير واقعة.. وآفة الدنيا كلها الجهل.. فالذي لا يعرف نسبة أو حقيقة علمية يمكن أن يتعلمها.. ولكن المصيبة في ذلك الذي يجزم أو يصدق في قضية كاذبة.. ثم يقيم الدنيا محاولا أن يدلل على شئ غير حقيقي.. وهذا ما تعانى منه البشرية.. وإذا تحدثنا عن القرآن والعلم.. فإن العلم هنا المراد به علم البشر الذي يوجد في زوايا الكون المتعددة.. (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا).
ونحن أحيانا ندعى حقيقة علمية.. وهي ليست حقيقة علمية.. أو ندعى حقيقة قرآنية وهي ليست حقيقة قرآنية.. الاولى ادعاء حقيقة
علمية وهي مجرد نظرية وتخمين.. ولكن ادعاءنا حقيقة قرآنية وهي ليست حقيقة قرآنية.. ما هو.. مثلا يأتي انسان ويقول الارض مبسوطة.. ويستدل على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى يقول (والارض مددناها).. أي بسطناها.. لان المد هو البسط.. ولقد فهم أن هذه حقيقة قرآنية حتى أنه بعد أن خرج الانسان خارج الغلاف الجوي للارض ورآها كروية.. فان هذا الرجل يرفض تصديق العلم.. ويقول لا.. الارض مبسوطة.. هكذا قال القرآن.. وكل ما عدا ذلك كفر نقول له: انك اخطأت في فهم الحقيقة القرآنية.. وان الدليل الذي أتيت به لا يخدم ما تدعيه.. بل هو ضد ما تدعيه.. فالارض ان كانت مبسوطة لا تخرج عن أشياء.. اما مربعة.. وأما مثلثة.. وأما مستطيلة... واما متوازية.. وأما شبه منحرف.. أو شكل مختلف الاضلاع.. وباختصار أترك لك أن تتصور أي وضع للارض غير وضع الكرة.. أو شكل الكرة.


الصفحة التالية
Icon