قوة ذاتية هي قوة الريح فحين يتحرك السحاب من مكان الى مكان آخر.. لا ينطلق بذاته ويمضى.. بل تأتي الرياح وتحمله من المكان الذي هو فيه الى مكان آخر وهكذا.. فكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا انتبهوا.. ان حركة الجبال ليست حركة ذاتية كحركة الارض.. وليست حركة ذاتية كحركة الرياح.. فهي لا تتحرك بذاتها.. أي لا تنتقل من مكانها على سطح الارض الى مكان آخر على سطح الارض.. لا.. ان مكانها ثابت.. ولكنها تمر امامكم مر السحاب.. أي تتحرك بحركة الارض.. تماما كما تحرك الرياح السحاب.. والا فلماذا لم يقل الله.. وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تسير.. أو وهى تجرى.. أو وهي تتحرك.. أو وهى تمر من مكان الى آخر.. أبدا.. استبعد كل الالفاظ التي تعطى الجبال ذاتية الحركة.. أي أن الذي يتحرك ذاتيا هي الارض.. والجبال تتبع هذه الحركة وهي تمر امامك مر السحاب الذي لا يملك ذاتية الحركة.. أترى دقة التعبير.. ودقة التصوير لدوران الارض في القرآن.. هل كان من الممكن أن يقول محمد هذا الكلام.. أو يصل الى هذا العلم.. الا يعتبر هذا اعجازا
حين يقول العلماء ان الارض تدور حول نفسها فنقول له هذه الحقيقة مسها القرآن.. بل واعطى تفصيلا فيها.. ان كل شئ على الارض يتبع الارض في حركتها الذاتية بما في ذلك الجبال الشاهفة الضخمة.. ذلك في الدنيا طبعا.. لان في الاخرة ينسف الله الجبال نسفا.. ولا يكون هناك حسبان.. ولكن يكون هناك يقين.. فكون القرآن يخترق حجاب المستقبل.. وبعد ذلك يمس قضايا كونية بما يثبت نشاط الذهن بعد أربعة عشر