وفي القرن السابع ألَّفَ علم الدين السخاوي المتوفَّى سنة ٦٤١هـ كتابًا سماه: "جمال القرَّاء".
وألَّفَ أبو شامة المتوفى سنة ٦٦٥هـ كتابًا أسماه: "المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقرآن العزيز"، وهما -كما قال السيوطي- عبارة عن طائفة يسيرة ونبذ قصيرة، بالنسبة للمؤلفات التي أُلِّفَتْ بعد ذلك في هذا النوع.
ثم أهلَّ القرن الثامن، فكتب فيه بدر الدين الزركشي المتوفى سنة ٧٩٤هـ كتابًا سماه: "البرهان في علوم القرآن"، ثم طلع القرن التاسع على هذا العلم باليمن والبركة، فدرج فيه وترعرع، إذا ألَّف محمد بن سليمان الكافيجي المتوفى سنة ٨٧٣هـ كتابًا يقول السيوطي عنه: إنه لم يسبق إليه.
وفي هذا القرن أيضًا وضع جلال الدين البلقيني كتابًا سماه: "مواقع العلوم من مواقع النجوم".
وفي هذا القرن التاسع أيضًا ألَّف السيوطي كتابًا سماه: "التحبير في علوم التفسير"، ضمَّنه ما ذكره البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها، وأضاف إليه فوائد سمحت قريحته بنقلها، وقد أوفى هذا الكتاب على الاثنين بعد المائة من الأنواع، وفرغ الإمام من تأليف تحبيره هذا سنة ٨٧٢هـ، غير أن نفسه الكبيرة لم تقنع بهذا المجهود العظيم، بل طمح إلى التبحُّر والتوسُّع والترتيب، فوضع كتابه الثاني "كتاب الإتقان في علوم القرآن"، وهو عمدة الباحثين والكاتبين في هذا الفن، ذكر فيه ثمانين نوعًا من أنواع علوم القرآن على سبيل الإجمال والإدماج"١.
ثم فترت الهمم بعد السيوطي المتوفى سنة ٩١١هـ، لكنها لم تلبث حتى انبعثت مرة أخرى تجدد لهذه العلوم ثوبها، وتضيف إليها من البحوث ما يزيل شبه المستشرقين، ومن لف لفهم حول بعض ما جاء في كتب الأقدمين من روايات، وتَقَّول، وتطفوا على هذه العلوم القرآنية نظريات جديدة دعت إليها