والحكمة -بالفتح: هي ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه تمنعه من الاضطراب.
والحكمة -بكسر الحاء- كما قال الراغب: إصابة الحق بالعلم والعقل، والحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات، وفعل الخيرات.
والتشابه في اللغة: التماثل.
قال الفيروزأبادي في "بصائر ذوي التمييز"١: "المَثل والمِثل والمثيل كالشبه والشبه والشبيه، لفظًا ومعنًى".
قال ابن منظور في لسان العرب: المشتبهات: المشكلات، والشبهة: الالتباس.
وشبِّه عليه: خُلِطَ عليه الأمر حتى اشتبه بغيره.
ومن هذا نفهم أن المتشابه في العلم يدل على المشاركة والمماثلة والمشاكلة المؤدية إلى الالتباس غالبًا.
والقرآن الكريم كله محكَمٌ باعتبار أنه متقَنٌ في نظمه وأسلوبه وأحكامه، مانعٌ من دخول غيره فيه، ومن طروء الخلل في ألفاظه، والتناقض في معانيه.
وكله متشابه باعتبار أنه متماثلٌ في فصاحته وبلاغته، وحلاوته وطلاوته.
وبعضه محكم، وبعضه متشابه، باعتبار أن بعضه أحكام نصية، لا تحتمل إلا وجهًا واحدًا، ولا يختلط الأمر في فهمها من هذا الوجه على أحد، وبعضه أحكام تحتمل أكثر من وجه، لحكمة سامية، سيأتيك بيانها إن شاء الله تعالى، وهي التي يقع فيها الاشتباه، ويتأتى في فهمها الاختلاط والالتباس.
ويدل على أن القرآن محكم كله بهذا الاعتبار قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ ٢.

١ ج٤ ص٤٨١.
٢ هود: ١.


الصفحة التالية
Icon