فكيف تكون بمفردها أسماء للسور؟
وأيضًا: هذه الحروف جزء من السورة، ولا يكون الاسم جزءًا من المسَمَّى.
والحديث المذكور ليس فيه ما يدل على ذلك، بدليل أن الراوي عَرَّفَ السورة باسمها الذي اشتهرت به، ولم يكتف تعريفها بالحروف المقطَّعة، مما يدل على صحة ما ذكرته -والله أعلم بالصواب.
٢- ومنهم من قال: إنها أسماء لله تعالى، وقد نُسِبَ هذا القول لابن عباس -رضي الله عنهما١.
وهذا القول ليس عليه دليل نعلمه، وهو يردُّنا إلى القول بأن هذه الحروف من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه.
فإن صحَّ القول عن ابن عباس، فمراده تفويض علمها إلى الله تعالى؛ لأن أسماء الله تعالى لا نقف عليها إلا بالنصوص الصريحة.
٣- وقريب منه ما نُسِبَ إلى ابن عباس أيضًا، من أن كل حرف من هذه الحروف دالٌّ على اسم من أسماء الله تعالى، وصفة من صفاته.
قال الرازي٢: "قال ابن عباس -رضي الله عنهما في ﴿الْم﴾ : الألف إشارة إلى أنه تعالى: أحد، أول، آخر، أزلي، أبدي؛ واللام إشارة إلى أنه: لطيف، والميم إشارة إلى أنه: ملك مجيد منان.
وقال في ﴿كهيعص﴾ إنه ثناء من الله تعالى على نفسه، والكاف يدل على كونه كافيًا، والهاء يدل على كونه هاديًا، والعين يدل على العالم، والصاد يدل على الصادق.
وذكر ابن جرير عن ابن عباس أنه حمل الكاف على الكبير والكريم، والياء على أنه يجير، والعين على العزيز والعدل.
٢ التفسير الكبير ج٢ ص٦.