وقسم فيه الناسخ فقط، وهو ست: الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والأعلى.
وقسم فيه المنسوخ فقط، وهو الأربعون الباقية"١ أ. هـ.
هذا، والسور التي ذكر السيوطي أنها تشتمل على ناسخ فقط، أو ناسخ ومنسوخ معًا، يحمل على النَّسْخِ بمعناه الواسع الذي يشمل ما كان مطلقًا، فقُيِّدَ إطلاقه، وما كان عامًّا فخُصِّصَ عمومه بنوع من أنواع التخصيص، أو كان مبهمًا فأُزِيلَ إبهامه، أو كان غير مُؤَقَّت فأُقِّتَ، ونحو ذلك.
وهو مفهوم الصحابة للنَّسْخِ كما تقدَّمَ بيانه في أول هذا البحث، أما النَّسْخُ بمفهومه الضيق عند الأصوليين، فلا يثبت إلّا في آيات تُعَدُّ على الأصابع.
وحتى هذه التي تُعَدُّ على الأصابع لا يثبت النَّسْخُ عند الكثير من العلماء إلّا في القليل منها.
وقد عدَّ السيوطي من المنسوخ اثنتين وعشرين آية، بعد أن ضيَّقَ مفهوم النَّسْخِ بعض الشيء، وبيَّنَ الناسخ لها، ثم نظمها في قصيدة لتُحْفَظَ فقال:

وقد أكثر الناس في المنسوخ من عدد وأدخلوا فيه آيا ليس تنحصر
وهاك تحرير آي لا مزيد لها عشرين٢ حررها الحذاق والكُبَرُ
آي التوجه حيث المرء كان وأن يوصي لأهليه عند الموت محتضر
وحرمة الأكل بعد النوم من رفث وفدية المطيق الصوم مشتهر
وحق تقواه فيما صحَّ من أثر وفي الحرام قتال للألى كفروا
والاعتدال بحولٍ مع وصيتها وأن يدان حديث النفس والفكر
والحلف والحبس للزاني وترك أولى كفروا شهادتهم والصبر والنفر
ومنع عقد لزانٍ ولزانية وما على المصطفى في العقد محتظر
١ ج٣ ص٦٩-٧٠.
٢ قال: عشرون لا مزيد لها، ثم زادت آخر الأبيات اثنتين.


الصفحة التالية
Icon