قلت: فهل تجد فيه: "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين"؟
قال: ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٦٤].
قلت: فهل تجد فيه: "من أعان ظالمًا سُلِّطَ عليه"؟
﴿كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [الحج: ٤].
قلت: "فهل تجد فيه: "لا تلد الحية إلا حية"؟
قال: في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ [نوح: ٢٧].
قلت: فهل تجد فيه: "للحيطان آذان"؟
قال: في قوله تعالى: ﴿وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُم﴾ [التوبة: ٤٧].
إلى غير ذلك مما نقله السيوطي في الإتقان١.
وأرى أن النوع الثالث ليس داخلًا في الأمثال على أيِّ صورة من الصور، لخلوه من وجه المشابهة بين المثل والممثل له.
وهو مخالف في حقيقته المثل ومفهومه في اللغة، وما ذكره السيوطي وغيره عن الحسين بن الفضل ضرب من تدريب القريحة على استخراج النظائر القرآنية لبعض ما تمثل به الرعب في عصورهم المختلفة من الأقوال الحكيمة التي أوجزت حادثة من الحوادث، أو دلت على معنى من المعاني المعقولة.
وأما النوع الثاني فهو من قبيل التشبيهات الضمنية التي تؤكد المعاني، وتبرزها إبرازًا يجعلها متميزة في النفس أكمل تمييز، أو هي من قبيل الكنايات التي تأتي بالمعنى مصحوبًا بدليله، فتجري مجرى الحكم.
وهو كثير في القرآن الكريم لا يكاد ينحصر.