وأقسم بالرياح، فقال: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا، فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا، فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا، فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾.
وأقسم بالنجم والشمس والقمر، والليل والنهار، والسماء والأرض، والخيل، والتين والزيتون، وطور سنين، والبلد الأمين، وغير ذلك من مخلوقاته، لما فيها من دلائل القدرة، وآيات العظمة، ومواطن العبرة.
ولله أن يقسِمَ بما شاء على ما شاء، وليس لنا أن نقسِمَ إلا بذاته أو صفة من صفاته.
لما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلِف بالله أو ليصمت".
المقسَمُ عليه:
والمقسم عليه هو الذي يُرَاد توكيده، أو تعظيمه، أو التنبيه على ما فيه من عظاتٍ وعبر، ونفع وضرر.
وقد أقسَمَ الله -جل شأنه- في كتابه العزيز على أمور كثيرة ترجع في جملتها إلى أمرين:
الأول: أصول الإيمان.
والثاني: حال الإنسان.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتاب "التبيان في أقسام القرآن":
"فهو سبحانه يقسِم على أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها، تارةً يقسِم على التوحيد، وتارة يقسِم على أن القرآن حقٌّ، وتارة على أن الرسول حقٌّ، وتارة على الجزاء والوعد والوعيد، وتارة على حال الإنسان.