﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
وذلك لأمرين:
أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طيَّاتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين، بسبب ما تحثّ عليه من الاستعداد ليوم المعاد، وما تنوّه به من الرجوع إلى الله، واستيفاء الجزاء العادل من غير غبنٍ ولا ظلم، وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاش بعد نزولها تسع ليالٍِ فقط، ولم تظفر الآيات الأخرى بنص ِّمثله".
الرابع: أن آخر ما نزل هو سورة ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح﴾ رواه مسلم عن ابن عباس.
ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعِرًا بوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم، ويؤيده ما روي من أنه -صلى الله عليه وسلم- قال حين نزلت: "نعيت إلى نفسي"، وكذلك فهم بعض كبار الصحابة.
كما ورد أن عمر -رضي الله عنه- بكى حين سمعها وقال: "الكمال دليل الزوال".
ويحتمل أيضًا أنها آخر ما نزل من السور فقط، ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعًا: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح﴾.
ويظن بعض أهل العلم أن آخر آية نزلت هي قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ ١.
والحق أنها ليست آخر ما نزل بإطلاق.