٢- أخرج ابن أشتة في المصاحف عن أبي محمد القرشي قال: أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال، فجعلت سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع، ولم يفصل بينهما "بسم الله الرحمن الرحيم".
٣- روى أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، وضممتوها في السبع الطوال؟
فقال عثمان -رضي الله عنه: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا أُنْزِلَ عليه شيء دعا بعض من يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصتها شبيهة بقضتها، فظننت أنها منها، فقُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتهما في السبع الطوال.
فهذا الحديث يدل على اجتهاد الصحابة في ترتيب سور القرآن.
٤- ثبت في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ سورًا ولاء١ على غير ترتيبها التي هي عليه الآن، فقرأ سورة النساء قبل سورة آل عمران.
ويعبِّر عن هذا الرأي ابن فارس في كتابه المسائل الخمس، فيقول:
جُمِعَ القرآن على ضربين، أحدهما تأليف، كتقديم السبع الطوال، وتعقيبها بالمئين، فهذا الذي تولته الصحابة -رضي الله عنهم.
وأما الجمع الآخر، وهو جمع الآيات في السور، فذلك شيء تولاه النبي -صلى الله عليه وسلم، كما أخبر به جبريل عن أمر ربه -عز وجل. أ. هـ.