وشيخه وأبي الفتح وابن خاقان الثانية التقليل في رءوس الآي فقط، سوى ما فيه ضمير وكذا ما لم يكن رأس آية وهو مذهب أبي الحسن بن غلبون ومكي وجمهور المغاربة، الثالثة: التقليل مطلقا ورءوس الآي وغيرها إلا أن يكون رأس آية فيها ضمير تأنيث، وهو مذهب الداني في التيسير وهو مذهب مركب من مذهبي شيوخه، وأما الطريق الرابعة: وهي الفتح مطلقا ورءوس الآي وغيرها التي ذكرها في الأصل تبعا للنشر فانفرد بها صاحب التجريد، وخالف فيها سائر الرواة عن الأزرق، ولذا لم يعرج عليها في الطيبة ولم يقرأ بها فلذلك تركناها.
تنبيه للأزرق في نحو: "فآتاهم" كقوله تعالى: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى﴾ خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها. الأولى: قصر البدل والفتح في الألف طريق وجيز الأهوازي، وأحد طريقي تلخيص العبارات واختاره الشاطبي، الثانية: التوسط في الهمزة والفتح في الألف طريق وجيز الأهوازي وأحد طريقي تلخيص العبارات، الثالثة: المد المشبع مع الفتح من كافي ابن شريح وهداية المهدوي وتجريد ابن الفحام وتبصرة مكي، الرابعة: المد المشبع مع التقليل من العنوان، الخامسة: التوسط مع التقليل من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان وأبي الفتح، وبالطرق الخمس قرأنا من طرق الطيبة التي هي طرق الكتاب، ومنع شيخنا العلامة المتقن سلطان رحمه الله الطريق الثانية من طريق الحرز وهي التوسط مع الفتح، معللا لذلك بأن من رواه ليس من طرق الشاطبية، وأيد ذلك بما نقل عن العلامة عثمان الناشري قال لنفسه شيخنا العلامة محمد بن الجزري:

كآتي لورش افتح بمد وقصره وقلل مع التوسيط والمد مكملا
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسطن وقصر مع التقليل لم يك للملا
وقوله: وقصر مع التقليل إلخ تصريح بامتناع الطريق السادس، وهي قصر البدل مع التقليل فلا يصح من كلا الطريقين؛ لأن كل من روى القصر في البدل لم يرو التقليل.
وقس على ذلك نظائره كقوله تعالى: ﴿اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَة﴾، "فتلقى آدم" فتأتي بالفتح مع كل من ثلاثة مد البدل، فهذه ثلاثة بالتقليل مع التوسط والطويل تكملة للخمس طرق، ويخرج من طريق فحرز على ما حرره شيخنا المذكور التوسط على الفتح.
وأما قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا﴾ الآية١ ففيها القصر في مد البدل على القصر في حرف اللين مع الفتح في "التقوي" والتوسط في مد البدل مع القصر في حرف اللين أيضا، مع تقليل "التقوي"، وكذا مع فتحها على طرق الطيبة، ثم بالتوسط في حرف اللين على التوسط في مد البدل مع تقليل "التقوي" وكذا مع فتحها على ما ذكر،
١ للمزيد انظر النشر: "٢/ ٤٠". [أ].


الصفحة التالية
Icon