منهم تفخيم الثاني والترقيق فيهما من طريق الداني ومن معه والترقيق في "حذركم" والتفخيم في "فانفروا" من طريق طاهر بن غلبون ومن معه، أما تفخيمهما فلا يعلم للأزرق من الطرق المذكورة، نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى، ثم قال: لكن في النشر بعد الذين ذكرهم للتفخيم في المضمومة قوله: وغيرهم ويحتمل أن يكون فيهم من يقول بالتفخيم في "حذركم" فلا يقطع حينئذ بنفي التفخيم فيهما.
وأما: الراء الساكنة وتكون أيضا أولا ووسطا وآخرا ويكون قبلها فتح نحو: "وارزقنا، وارحمنا" ونحو: "برق، والعرش، وصرعى، ومريم، والمرء" ونحو: "يغفر، ولا تذر، لا يسخر، ولا يقهر" وضم نحو: "اركض" ونحو: "القرآن، والفرقان" ونحو: "فانظر، وأن اشكر، فلا تكفر" وكسر نحو: "أم ارتابوا، يا بني اركب" ونحو: "فرعون، شرعة، مرية، أحصرتم، ويتفطرن، وقرن" وقد أجمع القراء على تفخيمها إذا توسطت بعد فتح نحو: "العرش" أو ضم "كالقرآن" واختلف في ثلاث كلمات وهي "قرية، ومريم" حيث وقعا و"المرء وقلبه" بالأنفال مما قبله فتح فذهب بعضهم إلى الترقيق لكل القراء في الثلاث من أجل الياء والكسرة كالأهوازي وغيره، وذهب ابن شريح ومكي وجماعة إلى ترقيق الأولين فقط، من أجل الياء، وغلط الحصري من فخمها فبالغ في ذلك، وذهب بعضهم إلى ترقيق الثلاث للأزرق فقط، كابن بليمة وغيره والصواب كما في النشر التفخيم في الثلاث لكل القراء، ولا فرق بين الأزرق وغيره فيها.
وإن وقعت: الراء الساكنة بعد كسرة فإن كانت الكسرة عارضة فلا خلاف في تفخيمها أيضا نحو: "أم ارتابوا، رب ارجعون، لمن ارتضى" وإن كانت لازمة فلا خلاف في ترقيقها نحو: "فرعون، مرية، أحصرتم، اصبروا، لا تصاعر".
أما: إذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها حينئذ والواقع منه في القرآن العظيم "قرطاس" [الأنعام الآية: ٧] و"فرقة، وإرصادا" [التوبة الآية: ١٢٢، ١٠٧] و"مرصادا" [النبأ الآية: ٢١] و"بالمرصاد" [الفجر الآية: ١٤] والمراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي أو منزل منزلته يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك، وهو باء الجر ولامه وهمزة الوصل وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد، وتظهر فائدة الخلاف في "مرفقا" [الكهف الآية: ١٦] في قراءة كسر الميم وفتح الفاء فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها، وهو الصواب كما في النشر لإجماعهم على ترقيق "المحراب" للأزرق وتفخيم "مرصاد" لأجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل، وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم وعليه الصقلي.
واختلف في "فرق" [الشعراء الآية: ٦٣] فذهب إلى ترقيقه لضعف حرف


الصفحة التالية
Icon