مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور، وأخذا بالقياس الصحيح قاله في النشر١.
وأما الحرف الثالث وهو "أَلَّا يَسْجُدُوا" فسيأتي في [سورة النمل الآية: ٢٥] إن شاء الله تعالى وكذا "إل ياسين" بـ[الصافات الآية: ١٣٠].
وأما القسم الثاني وهو المتفق عليه فاعلم أن الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدا أن تكتب منفصلة من لاحقتها، ويستثنى من ذلك كل ما دخل عليه حرف من حروف المعاني، وكان على حرف نحو: "بسم الله، وبالله، ولله، ولرسوله، وكمثله، ولأنتم، وأبالله، فلقاتلوكم، ولقد" ولام التعريف كأنها لكثرة دورها نزلت منزلة الجزء من مدخولها فوصلت وياء النداء نحو: "يآدم، ويبنؤم" وهاء التنبيه في هؤلاء وهذا، وكذا كل كلمة اتصل بها ضمير متصل سواء كان على حرف واحد أو أكثر نحو: "ربي، وربكم، ورسله، ورسلنا، ورسلكم، ومناسككم، وميثاقه، فأحياكم، ويميتكم، ويحييكم" وكذا حروف المعجم في فواتح السور نحو: "ألم، الر، المص، كهيعص، طس، حم" إلا "حم عسق" أول سورة الشورى فإنه فصل فيها بين الميم والعين، وكذا إن كان أول الكلمة الثانية همزة وصورت على مراد التخفيف واوا أو ياء ونحو: "هؤلاء، ولئلا، يومئذ، وحينئذ" وكذا ما الاستفهامية إذا دخل عليها أحد حروف الجر نحو: "لم، وبم، وفيم، وعم" وأم مع ما نحو: "أما اشتملت" وأن المكسورة المخففة مع لا نحو: "إلا تفعلوه، إلا تنصروه" "وكالوهم، ووزنوهم" فكله موصول في القرآن، وكذا أل المفتوحة في غير العشرة الآتية، واختلف في الأنبياء و"إنما" في غير الأنعام [الآية: ١٧٨] نحو: "أَنَّمَا نُمْلِي لَهُم" واختلف في النحل و"إنما" غير الحج ولقمان نحو: "إلا أنما أنا نذير مبين" واختلف في "أنما غنمتم" وإما غير الرعد نحو: "إما تخافن، وأينما" بالبقرة والنحل واختلف في النساء والشعراء والأحزاب و"فإلم" بهود و"ألن" بالكهف والقيامة و"وعما" في غير الأعراف نحو: "عما يعملون، ومما" في غير النساء والروم نحو: "مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّه" واختلف في المنافقين "وأمن" في غير النساء والتوبة والصافات وفصلت نحو: "أم من يملك السمع" وكلما غير إبراهيم نحو: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا" واختلف في "كل ما ردوا" [النساء الآية: ٩١] وكذا "كلما دخلت" [الأعراف الآية: ٣٨] "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّة" [المؤمنون الآية: ٤٤] "كُلَّمَا أُلْقِي" [الملك الآية: ٨] والمشهور الوصل في الثلاث و"بِئْسَمَا اشْتَرَوْا" [البقرة الآية: ٩٠] و"بئسما خلفتموني" [الأعراف الآية: ١٥٠] واختلف في " قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِه"٢

١ انظر النشر: "٢/ ١٥٨". [أ].
٢ وهو الأول بالبقرة وأما "ولبئس ما شروا به" فمن متفق القطع، والحاصل أن الأول من البقرة المذكور وبئسما خلفتموني موصولان اتفاقا، وقل بئس ما يخلف وما عدا ذلك مقطوع اتفاقا ومنه موضع آل عمران "فبئس ما يشترون" ورفع هنا في الأصل ما يتفطن له.


الصفحة التالية
Icon