وأما: "يسر" [بالفجر الآية: ٤] فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء فيه، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وكل على أصله وهذا موضع ذكره؛ لأنه من الفواصل.
وأما: "بالواد" [بالفجر الآية: ٩] أيضا فقرأ ورش وابن كثير وكذا يعقوب بإثبات الياء فيه، وافقهم ابن محيصن وكل على أصله لكن اختلف عن قنبل في الوقف والإثبات له فيه هو طريق التيسير، إذ هو من قراءة الداني على فارس بن أحمد وعنه أسند رواية قنبل في التيسير، وفي النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل حالة الوقف نصا وأداء والباقون بالحذف في الحالين.
وأما: "المتعال" [بالرعد الآية: ٩] فقرأه ابن كثير وكذا يعقوب بإثبات الياء في الحالين من غير خلف وافقهما ابن محيصن والباقون بالحذف فيهما.
وأما: "وعيد" [بإبراهيم الآية: ١٤] وموضعي [ق الآية: ١٤، ٤٥] و"نكير" [بالحج الآية: ٤٤] و [سبأ الآية: ٤٥] و [فاطر الآية: ٢٦] و [الملك الآية: ١٨] و"نذر" ستة مواضع [بالقمر الآية: ١٦، ١٨، ٢١، ٣٠، ٣٧، ٣٩] و"أن يكذبون" [بالقصص الآية: ٣٤] و"ولا ينقذون" [بيس الآية: ٢٣] و"لتردين" [بالصافات الآية: ٥٦] و"أن ترجمون" و"اعتزلون" [بالدخان الآية: ٢٠، ٢١] و"نذير" [بالملك الآية: ١٧] فقرأ ورش بإثبات الياء في التسع كلمات وصلا، ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين، فهذه سبع عشرة كلمة وافق فيها هؤلاء يعقوب على ما تقرر، وما بقي من رءوس الآي اختص بإثبات الياء فيه في الحالين يعقوب كما يأتي مفصلا في محله إن شاء الله تعالى والله تعالى المعين١.
خاتمة: اتفقت المصاحف على إثبات الياء رسما في مواضع خمسة عشر وقع نظيرها محذوفا مختلفا فيه فيما سبق هنا، وهي "واخشوني، ولأتم، فإن الله يأتي بالشمس" كلاهما [بالبقرة الآية: ١٥٠، ٢٥٨] "فاتبعوني" [بآل عمران الآية: ٣١] "فهو المهتدي" [بالأعراف الآية: ١٧٨] "فكيدوني" [بهود الآية: ٥٥] "ما نبغي" [بيوسف الآية: ٦٥] "من اتبعني فيها، فلا تسئلني" [بالكهف الآية: ٧٠] "فاتبعوني وأطيعوا" [طه الآية: ٩٠] "أن يهديني" [بالقصص الآية: ٢٢] "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا" [بالعنكبوت الآية: ٥٦] و"وأن اعبدوني" [بيس الآية: ٦١] "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" [بالزمر الآية: ٥٣] "أَخَّرْتَنِي إِلَى" [بالمنافقين الآية: ١٠] "دعائي إلا" [بنوح الآية: ٦] وكذلك أجمع القراء على إثباتها إلا ما روي عن ابن ذكوان في "تسئلني" بالكهف من الخلف في إثبات يائها، مع أن المشهور عنه الإثبات فيها.