واختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم﴾ [الآية: ٢٩] و"وَهِيَ تَجْرِي" أو فاء نحو: "فهو خير لكم، فهي خاوية" أو لام ابتداء نحو: "لَهِيَ الْحَيَوَان" أو ثم نحو: "ثم هو" وفي "يمل هو" آخر البقرة، فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين١، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الكسائي وقالون، وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما، ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا، وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في "يمل هو" آخر البقرة بخلف عنهما، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر، والباقون بالضم في الجميع، ولا خلاف في إسكان "لَهْوَ الْحَدِيثِ" إذ ليس بضمير، والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد، ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت، وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون "وعن" الحسن "وعلم" بضم العين وكسر اللام مبنيا للمفعول و"آدم" بالرفع على النيابة عن الفاعل.
وقرأ أبو جعفر "أنبوني" [الآية: ٣١] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو وقرأ" "هَؤُلاءِ إِن" [الآية: ٣١] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج "ولورش" ثلاثة أوجه: أحدها: طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا، ثانيها: إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي: ياء ساكنة من طريق الجمهور عن الأزرق، ثالثها: ياء مكسورة للأزرق أيضا، ولقنبل ثلاثة أوجه: أحدها: إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ، وثانيها: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين٢، ثالثها: إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة، وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين، وافقهم الحسن والأعمش، ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء، وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون

١ لأن هذه الحروف لعدم استقلالها نزلت منزلة الجزء مما اتصلت به فصار المذكر كعضد والمؤنث ككتف، فكما يجوز تسكين عين عضد وكتف يجوز تسكين هاء هو وهي إجراء للمنفصل مجرى المتصل؛ لكثرة دورها معهما، ولم يجروا ثم مجرى هذه لقيام ثم بنفسها وإمكان الوقف عليها.
٢ وهو طريق ابن مجاهد عنه.


الصفحة التالية
Icon