الشين مرفوع الهاء وأصله يتشابه فأدغم "وأمال شاء" حمزة وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وكذا خلف.
وقرأ الأزرق بترقيق راء "تثير" [الآية: ٧١] على الأصح كما تقدم، وأما "لا شية" فبالياء المثناة التحتية من غير همز باتفاق، أي: لا لون فيها يخالف جلدها، وكتبت بالهاء المربوطة، ونقل همزة الآن ورش وكذا ابن وردان بخلف عنه، ويوقف على "فادارأتم" [الآية: ٧٢] لحمزة بإبدال الهمزة ألفا كأبي عمرو بخلفه ومن وافقه في الحالين، وعن المطوعي "لما يتفجر، لما يشقق، لما يهبط" [الآية: ٧٤] بالتشديد في لما الثلاثة بخلاف في الأخيرين، قال ابن عطية: وهي قراءة غير متجهة، وعنه يهبط بضم الياء والجمهور بكسرها.
واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون" [الآية: ٧٤، ٧٥] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب١ وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ" [الآية: ٧٧]. بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" [الآية: ٧٧] ٢.
واختلف في "إِلَّا أَمَانِي" [الآية: ٧٨] وبابه فأبو جعفر "إلا أماني، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، في أمنيته" بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمخفوضة من ذلك، وبكسر الهاء من أمانيهم لكونها بعد ياء ساكنة، والأماني جمع أمنية وهي أفعولة أصلها أمنوية، اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من مني إذا قدر؛ لأن المتمني يقدر في نفسه ويحرز ما يتمناه وجمعها بتشديد الياء؛ لأنه أفاعيل وإذا جمعت على أفاعل خففت الياء والأصل التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي انقلبت فيه ياء، فوجه قراءة التخفيف جمعه على أفاعل، ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد كما يقال في جمع مفتاح مفاتيح ومفاتح، وافقه الحسن والباقون بالتشديد وإظهار الإعراب، وأدغم "الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم" أبو عمرو وكذا رويس بخلف عنهما ويعقوب بكماله من المصباح٣.
وقرأ ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه بإظهار ذال "اتخذتم" [الآية: ٨٠] وأدغم الكل نون لن في ياء "يخلف" مع الغنة الإخفاء عن حمزة فأسقط الغنة ومثله الدوري عن الكسائي بخلف عنه، وأمال "بلى" حمزة والكسائي وكذا خلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححها في النشر عنه من الروايتين، لكنه اقتصر في طيبته في نقل الخلاف على الدوري، وبهما قرأ الأزرق
٢ فبالغيب من المبهج وبالخطاب من المفردة.
٣ وموافقة الأربعة لهم لا تخفى وقس عليهم ما أشبهه.