بعد الضمة والمتحركة الساكن ما قبلها صحيحا أو معتلا أصلا أو زائدا لا يرسم لها صورة إلا المضمومة والمكسورة المتوسطتين بعد الألف، فتصور المكسورة ياء والمضمومة واوا والمتحرك ما قبلها تصور حرفا يجانس حركتها إلا المفتوحة بعد ضمة فواو وبعد كسرة فياء، وقد وقعت مواضع في الرسم على غير قياس لمعان، تذكر إن شاء الله تعالى في باب وقف حمزة وهشام على الهمز.
وقد اتفقوا: على رسم همزة أولاء إذا اتصلت بها التنبيه واوا حيث جاءت نحو: هؤلاء، إن، وعلى رسم همزة: يومئذ وحينئذ ولئلا، ولئن بالياء.
ورسمت: الهمزة الثانية في "اشْمَأَزَّتْ" [الزمر الآية: ٤٥] "امْتَلأْتْ" [ق الآية: ٣٠] ألفا في الحجازي والشامي وأقل العراقية، ولم يرسم لها صورة في أكثرها.
واتفقوا: على رسم همزة الوصل ألفا إن لم يدخل عليها أداة أو دخلت نحو: "الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" ونحو: "بالله وتالله" إلا في خمسة أصول لم يرسم لها صورة:
الأول همزة لام التعريف الداخل عليها لام الجر والابتداء نحو:"وَلَلدَّارُ الْآخِرَة".
الثاني: الهمزة الداخلة على همزة فاء الكلمة إذا دخلت عليها واو العطف نحو: "
وَأْتُوا الْبُيُوتَ" "وايتمروا بينكم" أو فاء نحو: "فَأْتُوا حَرْثَكُمْ".
الثالث: الهمزة الداخلة على أمر المخاطب من "سأل" بعد واو العطف نحو: "وسلوا الله" "وسل من أرسلنا" أو فائه نحو: "فسلوا أهل الذكر".
الرابع: الهمزة الداخلة عليها همزة استفهام نحو: "آلذَّكَرَيْنِ" [الأنعام: ١٤٣، ١٤٤].
الخامس: همزة اسم المجرور بالباء المضاف إلى الله نحو: بسم الله ويأتي إن شاء الله تعالى بيان رسم الحروف التي لم تطرد في مواضعها.
السادس: الذي في قراءتان نحو: "مَلِك" و"يَخْدَعُونَ" و"وَعَدْنا" و"الرّيِحَ"١ والله الموفق.
وأما الركن الثالث: وهو علم العربية فاعلم أنه لما كان إنزال القرآن العزيز إنما وقع بلسان العرب توقف الأمر في أدائه على معرفة كيفية النطق عندهم، وذلك قسمان: معرفة الإعراب المميز للخطأ من الصواب، والثاني معرفة كيفية نطقهم بكل حرف ذاتا وصفة، وقد صنع لكل منهما كتب مخصوصة فأضربنا عنهما إيثارا للاختصار.