عنه "لا يجهر بعضكم" إلخ، قال: وهو صحيح في الموطأ وغيره ا. هـ١.
وإلا أسر، والجلوس للقراءة؛ لأنه أقرب إلى التوقير وأن يكون مستقبلا متخشعا متدبرا بسكينة مطرقا رأسه غير متربع وغير جالس على هيئة التكبر وفي الصلاة أفضل مع البكاء والتباكي، ويساعده على ذلك التدبر، ويردد الآية له ولغيره كابتغاء تكثير الحسنات، وأن يحسن صوته بالقراءة، ويسن طلب القراءة من حسنه والإصغاء لها، وإذا مر بآية رحمة سأل الله تعالى من فضله أو آية عذاب استعاذ، وإن مرت به آية فيها اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- سواء القارئ والسامع ولو كان القارئ مصليا لكن بالضمير كصلى الله وسلم لا اللهم صل على محمد للاختلاف في بطلان الصلاة بركن قولي، ويتأكد ذلك عند "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ" [الأحزاب الآية: ٥٦] ويقول بعد "وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" [الإسراء الآية: ١٠٩] اللهم اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك وبعد ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى الآية: ١] سبحان ربي الأعلى وبعد "بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ" [التين الآية: ٨] بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، رواه أبو داود مرفوعا٢، وبعد آخر المرسلات آمنا بالله تعالى وكان إبراهيم النخعي إذا قرأ نحو: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾، و ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ خفض بها صوته وأن يجتنب الضحك واللغط والحديث خلال القراءة فيكره إلا لحاجة، قال الحليمي: ويكره التحدث بحضورها لغير مصلحة ولا يعبث بيده ولا ينظر إلى ما يلهي قلبه عن التدبر، وإذا عرض له خروج ريح فليمسك عن القراءة حتى يخرج ثم يعود للقراءة وكذا إذا تثاءب أمسك عنها، ويقطعها لابتداء السلام ندبا ولرده وجوبا، وكذا يقطعها ندبا للحمد بعد العطاس والتشميت ولإجابة المؤذن، ولا بأس بقيامه إذا ورد عليه من يطلب القيام له شرعا وإذا مر بآية سجدة تلاوة سجد ندبا وأوجبه الحنفية.
ويتأكد: عليه أن يتعاهد القرآن فنسيان شيء منه كبيرة كما أوضحه ابن حجر المكي في كتابه: الزواجر لحديث أبي داود، وغيره "عرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة أو آية أوتيها رجل ثم نسيها"، وليقل ندبا أنسيت كذا لا نسيته للنهي عنه في الحديث٣.
ويندب: تقبيل المصحف وتطييبه وجعله على كرسي والقيام له كما قاله النووي وكتبه وإيضاحه إكراما له، ونقطه وشكله صيانة له عن التحريف وأول من أحدث نقطة وشكله الحجاج بأمر عبد الملك بن مروان، وأما نقل قراءات شتى في مصحف واحد بألوان مختلفة فقال الداني: لا أستجيزه؛ لأنه من أشد التخليط والتغيير للمرسوم، وقال

١ الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده ورقمه: "١٨٥٤٣". ولم أجده في الموطأ. [أ].
٢ الحديث لم أجد لفظه ولكن معناه في سنن أبي داود: "٢/ ٨٠". [أ].
٣ رواه أبو داود عن سعد بن عبادة رضي الله عنه ورقمه فيه: "١٤٧٤". [أ].


الصفحة التالية
Icon