بعد ذكره يأته مع حروف أخر، وفي الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف، فأثبت الخلاف لهشام في جميع ما ذكره من "يؤده" إلى "يأته"، ودرج على ذلك شراح كلامه فيما وقفنا عليه، ولم أر من تنبه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة رحمه الله تعالى، فقال بعد أن قرر كلامه على ظاهره ما نصه: وليس لهشام في حرف طه إلا الصلة لا غير، وإن كانت عبارته صالحة أن يؤخذ له بالوجهين لقوله أولا: وفي الكل قصر لكن لم يذكر أحد له القصر فحمل كلامه على ما يوافق كلام الناس أولى ا. هـ.
بحروفه ولم ينبه عليه في النشر، وهو عجيب١.
ومنها "ويتقه" [النور الآية: ٥٢] فقرأه باختلاس كسرة الهاء: قالون وحفص وكذا يعقوب وقرأه بإسكان الهاء: أبو عمرو وأبو بكر وافقهما: اليزيدي والحسن والأعمش، وبه قرأ هشام من طريق الداجوني وخلاد فيما رواه ابن مهران وغيره وكذا ابن وردان من طريق الرازي وهبة الله، واختلف في الاختلاس عن هشام وابن ذكوان وابن جماز فتلخص أن لقالون وحفص ويعقوب الاختلاس فقط، ولأبي عمرو وأبي بكر الإسكان فقط، وافقهما: اليزيدي والحسن والأعمش، ولهشام ثلاثة أوجه: السكون عن الداجوني عنه والإشباع والاختلاس من طريق الحلواني ولابن ذكوان وكذا ابن جماز الإشباع والاختلاس، ولخلاد وكذا ابن وردان الإسكان والإشباع وللباقين وهم ورش وابن كثير وخلف عن حمزة والكسائي، وكذا خلف الإشباع فقط، وافقهم ابن محيصن وكلهم كسر القاف إلا حفصا فإنه سكنها تخفيفا ككتف وكبد على لغة من قال:
ومن يتق الله فإن الله معه | ورزق الله من باد وغاد |