المراتب فيه كتفاضلها في المنفصل، ثم اختلفوا في كمية المراتب، فالذي ذهب إليه الداني في جامعه أنها أربع طولي لحمزة، وورش من طريق الأزرق، وابن ذكوان من طريق الأخفش عند العراقيين وافقهم الشنبوذي عن الأعمش والثانية دونها لعاصم.
الثالثة: دونها لابن عامر من غير طريق الأخفش المذكور، والكسائي، وكذا خلف، وافقهم المطوعي عن الأعمش. الرابعة: دونها لقالون وورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وأبي عمرو، وكذا أبو جعفر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وليس دون هذه المرتبة الأقصر المنفصل، وذهب آخرون إلى أنها مرتبتان طولي لحمزة، ومن معه ووسطي للباقين، وهو الذي استقر عليه رأي الأئمة قديما قال بعضهم: وهو الذي ينبغي أن يؤخذ به، ولا يمكن أن يتحقق غيره، ويستوي في معرفته أكثر الناس، ولذا صدر به في الطيبة، وبه كان يقرئ الشاطبي كما حكاه عنه السخاوي، وعلل عدوله عن المراتب الأربعة بأنها لا تتحقق ولا يمكن الإتيان بها كل مرة على قدر السابقة، وهو ظاهر وإن تعقبه الجعبري.
وأما المنفصل: عن حرف المد بأن وقع حرف المد آخر كلمة، والهمز أول التالية نحو: "بما أنزل"، "أمره إلى"، "به إلا"١ ونحو: "عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ" [يس الآية: ١٠] عند من وصل الميم "خشي ربه"، "إذا زلزلت" [آخر سورة البينة وأول سورة الزلزلة]. عند من وصل فاختلف في مده فقرأه ابن كثير وكذا أبو جعفر بالقصر فقط وافقهما ابن محيصن والحسن واختلف فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني، وعن أبي عمرو من روايتيه وعن هشام من طريق الحلواني وعن حفص من طريق عمرو، وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي، فقطع به أعني القصر لقالون ابن مجاهد وابن مهران وابن سوار وأبو العز من جميع طرقه وسبط الخياط من طريقيه وجمهور العراقيين وبعض المغاربة، ومن طريق الحلواني بن بليمة في كثيرين وهو أحد الوجهين في الشاطبية وأصلها، وقطع به للأصبهاني أكثر المشارقة والمغاربة كالداني وهو أحد الوجهين في الإعلان، وعلى القصر لأبي عمرو من روايتيه الأكثرون، وهو أحد الوجهين عنه بكماله عن ابن مجاهد، وقطع به من رواية السوسي فقط مكي والداني في التيسير والشاطبي وسائر المغاربة، وهو أحد الوجهين للدوري الشاطبية وغيرها، وأما يعقوب فقطع له به أعني القصر، ابن سوار والمالكي وجمهور العراقيين والداني وابن شريح وغيرهم، والقصر لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وهو المشهور عند العراقيين عن الحلواني من سائر طرقه بل قطع به ابن مهران لهشام بكماله، وكذا

١ حيث وقعت. [أ].


الصفحة التالية
Icon