وتسهيلها وإبدالها فحققها منهم قالون وقنبل وكذا يعقوب، وقرأ ورش من طريقيه وكذا أبو جعفر بتسهيلها بين بين، واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره، وقرأ به الداني لهما علي أبي الفتح وقطع لهما بإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره وفاقا لسائر المغاربة، فيجمع ساكنان فيمد لهما والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية، كجامع البيان وافقهما اليزيدي وكل من قرأ بالتسهيل، إذا وقف قلبها ياء ساكنة، ووجهه أنه إذا وقف سكن الهمزة فيمتنع تسهيلها بين بين لزوال حركتها، فتقلب ياء كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره فإن وقف بالروم فكالوصل.
وأما إن كان الساكن ياء قبل الهمزة المتحركة فاختلف فيه من ذلك في "النسيء" [الآية: ٣٧ بالتوبة] وفي "بريء بريئون" حيث وقع و"هنيئا مريئا" [الآية: ٤ بالنساء] و"كهيئة" [الآية: ٤٩] و [المائدة الآية: ١١٠] "ويايئس" [الآية: ٨٧] و"يأبه" وهو بيوسف "استيأسوا منه، لا تيأسوا، إنه لا ييأس، استيأس الرسل" وبالرعد "أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا" [الآية: ٣٠].
فأما النسيء فقرأه ورش من طريق الأزرق وكذا أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها والباقون بالهمز.
وأما "بريء" و"بريئون" حيث وقع و"هنيئا، ومريئا" فقرأه أبو جعفر بالبدل مع الإدغام بخلف عنه من الروايتين.
وأما "كهيئة الطير"١ معا فاختلف فيه كذلك عن أبي جعفر أيضا، وقرأ الباقون ذلك بالهمز ووجه الإدغام في الكل أن قاعدة أبي جعفر فيه الإبدال فيجتمع مثلان أولاهما ساكن فيجب الإدغام.
وأما "ييئس" بيوسف والرعد فاختلف فيه عن البزي فأبو ربيعة من عامة طرقه عنه بتقديم الهمزة إلى موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفا وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، وافقه المطوعي عن الأعمش في سورة الرعد، وإنما جاز إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتحة كرأس وكأس، وإن لم يكن من أصله ذلك، وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب كالباقين بالهمزة بعد الياء الساكنة من غير تأخير على الأصل، فإن الياء من يئس فاء والهمزة عين.
وأما إن كان الساكن زايا قبل الهمز المتحرك فهو واحد وهو "جزءا" [الآية: ٢٦٠ بالبقرة] و [بالحجر الآية: ٤٤] "جزؤ مقسوم" وبالزخرف "مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا" [الآية: ١٥] فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز وتشديد الزاي وهي لغة قرأ بها ابن شهاب الزهري وغيره ويأتي توجيهها في الفرش إن شاء الله تعالى، وذكر في سورة البقرة إن أبا جعفر يقرؤ "هزوا" كذلك ولعله سبق قلم.