خوف اشتباه الواو بالراء لقربهما شكلا في الخط القديم، أو لتشمل القراءتين وهو الأحسن كما في النشر وتسهيله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة واوا كما تقدم وعلى الرسمي بياء مشددة كقراءة أبي جعفر، ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره، ثم قال: وهو وإن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى وأقيس، وعليه أكثر أهل الأداء وأما حذف الهمزة والوقف بياء خفيفة فلا يجوز.
ومن المفتوح: ما قبله "فادارأتم" [البقرة الآية: ٧٢] لم يثبتوا الألف بعد الراء وحذفوا الألف بعد الدال تخفيفا، والوقف عليه بوجه واحد وهو إبدال الهمزة ألفا على القياسي، ولا يجوز بحذف الألف وكذا "امتلأت" حذفوا ألفها في أكثر المصاحف و"استأجره، واستأجرت، ويستأخرون" غيبة وخطابا للعلم بها كما في "الصالحات" ولا يجوز الوقف عليها بحذف الألف على الرسم بل بالبدل فقط على القياسي.
ومما خرج: من المتحرك بعد ساكن غير الألف النشأة في ثلاثة مواضع و"يسألون" [الأحزاب الآية: ٢٠] و"موئلا" [الكهف الآية: ٥٨] و"السوأى" [الروم الآية: ١٠] و"أن تبوأ" [المائدة الآية: ٢٩] و"ليسوا" [الإسراء الآية: ٧] لأن القياس حذف صورتها إذ تخفيفها القياسي بالنقل فرسموا النشأة بألف بعد الشين لتحمل القراءتين، وكذا أثبتوها في "يسألون" في بعض المصاحف فيجوز الوقف بالألف للرسم على تقدير النقل، قال في النشر: وهو وجه مسموع حكاه الحافظ أبو العلاء وهو قوي في "النشأة، ويسألون" لرسمهما بالألف ا. هـ.
وأما "موئلا" فرسم بالياء اتفاقا وتخفيفه بالنقل وبالإدغام فقط، كما تقدم وأما إبدالها ياء مكسورة على الرسم فضعيف كما في النشر، وأما "السوأى" فرسمت بالألف بعد الواو وبعدها ياء هي ألف التأنيث على مراد الإمالة، وتخفيفها بالنقل وبالإدغام كما تقدم، وأما بين بين فضعيف وأما أن تبوأ فرسمت بالألف ولم تصور متطرفة بعد ساكن بلا خلاف سوى هذه، وتخفيفها بالنقل وبالإدغام على القياسي، وأما "ليسوأ" فرسمت بالألف أيضا على قراءة حمزة ومن معه، وأما على قراءة نافع ومن معه فالألف زائدة كألف قالوا وحذفت إحدى الواوين لاجتماع المثلين ويلحق بذلك "هزؤا، وكفؤا" رسمت بالواو وتخفيفها بالنقل وبالواو للرسم وأما "لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَة" فذكره الشاطبي كالداني مما صورت الهمزة فيه ألفا مع وقوعها متطرفة بعد ساكن، فتكون مما خرج عن القياس، وتعقب بأن الألف زائدة كما كتبت في "تفتؤ" وصورة الهمزة محذوفة على القياس، وأما "لا تيأسوا، إنه لا ييأس، أفلم ييأس" فذكره بعضهم فيما خرج عن القياس وتعقب بأن الألف لا تعلق لها بالهمزة، بل يحتمل أن تكون أثبتت على قراءة البزي أو زيدت للفرق بين هذه الكلمات وبين "يئسوا" ويخفف بالنقل وبالإدغام على إجراء الأصلي مجرى الزائد، وحكى الهذلي وجها آخر وهو الألف على القلب كالبزي.


الصفحة التالية
Icon