وهو واللذان قبله هي المرادة بالمصاحف الحجازية، والحرمية عند الإطلاق، الرابع: الشامي: الخامس: الكوفي، السادس: البصري، وهذان عراقيان وهما المرادان بمصاحف أهل العراق عند الإطلاق، وسبب كتابة القرآن في المصاحف أن سيدنا عثمان بن عفان لما بلغه أن أهل حمص، وأهل الكوفة وأهل البصرة يقول كل منهم إن قراءته خير من قراءة غيره جمع رضي الله عنه الصحابة -وكانت عدتهم اثني عشرة ألفا- فما أخبرهم بذلك الخبر أعظموه، وقالوا: ما ترى؟ قال: أرى أن يجمع الناس على المصحف، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف، فقالوا: نعم ما رأيت، فأحضر الصحف التي جمع فيها القرآن في خلافة أبي بكر الصديق وكانت عند حفصة، وأحضر زيد بن ثابت ومن كان معه، وأمره بكتب المصاحف فكتبها على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جبريل في العام الذي قبض فيه، ثم أرسل سيدنا عثمان إلى مكة مصحفا، وإلى الشام مصحفا، وإلى الكوفة مصحفا، وإلى البصرة مصحفا، وأمسك بالمدينة مصحفا لأهل المدينة، ومصحفا لنفسه وهو المسمى بالإمام، وقد كان في تلك البلاد في ذلك الوقت الجم الغفير من حفاظ القرآن من التابعين، فقرأ أهل كل مصر بما في مصحفه، ونقلوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه من النبي -صلى الله عليه وسلم، وقول الناظم "هاك" اسم فعل بمعنى "خذ"، واللام في قوله: "لمورد" بمعنى "على"، وخفف ياء النسب من "المدني"، وحذفها من "المكي" و"الكوفي"، و"البصري" و"الشامي" للضرورة اختلاف الرسم في القراءات.
ثم قال:
٤-
فارسم لكل قارئ منها بما... وافقه إن كان مما لزما
٥-
أو بمخالف اغتفر... وكن في الإجماع من الخلف حذر
ذكر في هذين البيتين، واللذين بعدهما مسائل مفيدة تتأكد معرفتها قبل المقصود بالذات، ما أشار إليه بقوله: "فارسم لكل قارئ" البيت، أي يتعين أن يرسم لكل قارئ من خلافيات المصاحف برسم المصحف الذي يوافق قراءته، ولا يجوز أن يرسم له بما يخالفها له نحو: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾ ١ رسم في بعض المصاحف بالواو قبل: ﴿وَقَالُوا﴾