أهل مكة إلا عليهما يعني على إثبات الألف في الحرفين. ا. هـ. وقد جزم في التنزيل بثبوت الألف في الموضعين في المصحف المكي، ومعنى قول الناظم "عكس جرى" أن الموضعين في مصاحف أهل الكوفة: ﴿قُلْ﴾ بغير ألف، وفي سائر المصاحف: ﴿قَالَ﴾، بالألف على عكس ما تقدم.
الموضع الثالث: ﴿أَلَمْ يَرَ﴾ في "الأنبياء" ذكره في "المقنع"، فقال: وفيها في مصاحف أهل مكة: "ألم يرى الذين كفروا"١ بغير واو وبين الهمزة واللام، وفي سائر المصاحف: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ﴾، بالواو.
الموضع الرابع: ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾، اللفظان الأخيران في سورة "المؤمنين" ذكرهما في "المقنع" فقال: وفي "المؤمنين" في مصاحف أهل البصرة: ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ ٢، ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ ٣، في الاسمين الأخيرين، وفي سائر المصاحف ﴿اللَّهُ﴾، ﴿اللَّهُ﴾ فيهما، قال أبو عبيد: وكذلك رأيت ذلك في الإمام، قال الجعبري: أي بالألفين فيهما. ا. هـ. ثم قال أبو عمرو: وقال هارون الأعور عن عاصم الجحدري: كانت في الإمام ﴿اللَّهُ﴾، ﴿اللَّهُ﴾، وأول من الحق هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي، وقال عمرو: كان الحسن يقول: الفاسق عبيد الله بن زياد زاد فيهما ألفا، وقال يعقوب الحضرمي: أمر عبيد الله أن تزاد فيهما ألف، قال أبو عمر: هذه الأخبار عندنا لا تصح لضعف نقلتها واضطرابها، وخروجها عن العادة إذ غير جائز أن يقدم نصر، وعبيد الله هذا الإمام من الزيادة في المصاحف مع علمها بأن الأمة لا تسوغ لهما ذلك، بل تنكره، وترده، وتحذر منه ولا تعمل عليه، وإذا كان ذلك بطل إضافة زيادة هاتين الألفين إليهما، وصح أن إثباتهما من قبل عثمان، والجماعة ورضي الله عنهم على حسب ما نزل من عند الله تعالى، وما أقرأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واجتمعت المصاحف على الحرف الأول: ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ بغير ألف قبل اللام. ا. هـ. وعن هذا الأول احترز الناظم بقيد الأخيرين، ومراده بالهمز في قوله: "همزا اعتمد" همز الوصل.
٢ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٨٧.
٣ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٨٩.