أما ابن شنبوذ، فإنه كان يقرأ: "فامضوا إلى ذكر الله"١.
"وتجعلون شكركم أنكم تكذبون"٢.
"كل سفينة صالحة غصبا"٣.
"كالصوف المنقوش"٤.
"فاليوم ننجيك بندائك"٥.
"تبت يدا أبي لهب وقد تب"٦.
"فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولًا في العذاب المهين"٧.
"فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزامًا"٨.
"وينهون عن المنكر، ويستغيثون الله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون"٩.
"وفساد عريض"١٠.
"غير المغضوب عليهم وغير الضالين"١١.
وهذه القراءات قد تكون صحيحة يقرأ بها، وبعد أن جمع أبو بكر القرآن، ولكنها أصبحت بعد المصحف الإمام محرّمة أن يقرأ بها القرآن؛ لأنها تخالفه بالزيادة والنقصان، والإبدال والتقديم، والتقديم والتأخير، إلخ... مما يعد من قبيل المخالفة المردودة.
قال مكي: ما خالف خط المصحف هو من السبعة إذا صحت روايته، ووجهه في العربية، ولم يضادّ معنى خط المصحف، لكن لا يقرأ به؛ إذ لا يأتي إلاّ بخبر الآحاد، ولا يثبت قرآن بخبر الآحاد، وإذ هو مخالف للمصحف المجتمع عليه، فهذا الذي نقول به ونعتقده١٢.
ويدحض قول: "جولدتسيهر".

١ س ٦٢، آ ٩.
٢ س ٥٦، آ ٨٢.
٣ س ١٨، آ ٨٢.
٤ س ١٠١، آ ٥.
٥ س ١٠، آ ٩٢.
٦ س ١١١، آ ١.
٧ س ٣٤، آ ١٤.
٨ س ٢٥، آ ٧٧.
٩ س ٣، آ ١٠٤.
١٠ س ٨، آ ٧٣. وفيات الأعيان: ٣٠/ ٣٢٧.
١١ الإبانة لمكي: ص٥.
١٢ المصدر السابق.


الصفحة التالية
Icon