ب- وقال في الاحتجاج لمن قرأ: ﴿اتَّخَذْتُمْ﴾ بالإظهار: "أتى بالكلمة على أصلها، واغتنم الثواب على كل حرف منها"١.
جـ- وقال: "قوله تعالى: ﴿أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا﴾ تقرأ: "هزؤًا"، و"كفؤًا" بالضم والهمز، و"جزءًا" بإسكان الزاي والهمز، والحجة في ذلك اتباع الخط؛ لأن هزؤا وكفؤا٢ في المصحف مكتوبان بالواو، وجزءًا بغير واو، فاتبعوا في القراءة تأدية الخط".
د- وقال: "قوله تعالى: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ يقرأ وما شاكله: ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ﴾، ﴿سُلْطَانِيَهْ﴾، ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾ ٣ بإثبات الهاء، وطرحها في الإدراج. فالحجة لمن أثبتها أنه اتبع الخط فأدى ما تضمنه السواد، والحجة لمن طرحها أنه إنما أثبت لتبين بها حركة ما قبلها في الوقف، فلما اتصل الكلام صار عوضًا منها، وميزانها في آخر الكلام كألف الوصل في أوله. وكان بعض القراء يتعمد الوقوف على الهاء؛ ليجمع بذلك موافقة الخط، وتأدية اللفظ... "٤.
فإذا ما أردنا أن نعرف رأي الفارسي "٣٧٧هـ"، واحتجاجه في هذا الحرف: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾، رأيناه يقول ما يفهم منه أنه لا يذهب مذهب ابن خالويه في الاحتجاج برسم المصحف؛ بل يحكم القياس والنظر، وذلك حيث يقول:
"فأما قراءة ابن كثير، ونافع، وابن عمرو، وعاصم، وابن عامر، هذه الحروف كلها بإثبات الهاء في الوصل: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾... وما شاكله" فبأن ذلك مستقيم في قياس العربية في ﴿يَتَسَنَّهْ﴾، وذلك أنهم يجعلون اللام في ﴿يَتَسَنَّهْ﴾ الهاء، فإذا وقفوا، وقفوا على اللام، وإذا وصلوا، كان بمنزلة: لم يتقه زيد، ولم يجبه عمر... " ثم قال أبو علي:
قال أحمد بن موسى: "لم يختلفوا في: ﴿كِتَابِيَهْ﴾، و ﴿حِسَابِيَهْ﴾ أنها بالهاء في الوصل، فاتفاقهم في هذا دلالة على تشبيههم ذلك بالقوافي، وذلك أنه لا يخلو
٢ الحجة لابن خالويه: ظهر ورقة ١٠.
٣ الحجة لأبي علي الفارسي: ٣/ ١٧، ن البلدية.
٤ الحجة لابن خالويه: وجه ورقة ص٣٠.