هذا، وتعليل الداني إخلاص أبي عمرو وفتح بشراي بقوله: "لما رسمت في المصحف ألفا، أخلص أبو عمرو فتحه؛ اتباعًا للرسم؛ حتى لا تجتمع ياءان"، هذا التعليل مردود بإمالة أبي عمرو نفسه: ﴿الْعُلْيَا﴾، و ﴿الدُّنْيَا﴾، و ﴿الرُّؤْيَا﴾، و ﴿رُؤْيَاكَ﴾، و ﴿رُؤْيَايَ﴾، و ﴿الْحَوَايَا﴾، ﴿وَمَحْيَايَ﴾، و ﴿هُدَايَ﴾ مع أن كلا منها مرسومة في المصحف بالألف وبإمالتها تجتمع ياءان.
وأنتهي بعد هذه المعالم إلى القول بأن ما بين الإمالة والخط من توافق أساسه أن كلا منهما يراعى فيه الرجوع بالألف إلى الياء أو أنها ناشئة من الياء؛ لكن هذا التوافق بين الإمالة والخط ليس بدائم؛ لأن للإمالة أسبابًا أساسها التلقي والرواية، وأن الذين ربطوا بين الإمالة والخط -كالداني، وابن القاصح- لحظوا فقط كثرة التوافق، وجروا وراء القول بالرسم من غير أن يدققوا أو يتعمقوا.