المبحث الثاني: مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس رضي الله عنهما. (١)
هذه المسائل مِنْ أَوَّلِ ما عُرِفَ في الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم، قال العسكري وهو يتحدث عن أولية التأليف في غريب القرآن: «أولُ من صنف في غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن المثنى، صنف كتاب المَجاز، وأخذ ذلك من ابن عباس حين سأله نافع بن الأزرق عن أشياء من غريب القرآن، ففسرها له، واستشهد عليها بأبيات من شعر العرب، وهو أول ما روي في ذلك وهو خبر معروف» (٢). وقد وُجِدَت إشارات مقتضبة إلى هذه المسائل في كتب السنة، والتفسير، والأدب، غير أنه لم يقم أحد منهم بالحكم عليها، ونقد أسانيدها ومتونها، ولذلك قام بعض الباحثين المعاصرين بإفراد هذه المسائل بالتأليف، والنظر إليها من زاوية التفسير البياني للقرآن الكريم (٣)، أو من زاوية اللغة (٤)، بطريقة توهم القارئ أن كل هذه المسائل صحيحة لا شك فيها، في حين قام بعض من الباحثين بالتشكيك في هذه المسائل، والطعن في ثبوتها (٥)، دون أن يكون هذا الطعن مبنيًا على دراسة نقدية منصفة، تبحث في صحيح هذه الآثار من ضعيفها.
_________
(١) كان حق هذا المبحث التقديم على سابقه، غير أن الخطة المعتمدة على هذه الصورة.
(٢) الأوائل ٢٦١.
(٣) انظر: الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق لبنت الشاطي ٢٧٠.
(٤) انظر: شواهد القرآن لأبي تراب الظاهري ١/ ١٣.
(٥) انظر: في الشعر الجاهلي لطه حسين ٥١، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي ٨/ ٦٦٤ - ٦٦٥.


الصفحة التالية
Icon