القرن الخامس الهجري (١)، فقد نص على قدوم نافع بن الأزرق إلى ابن عباس، وسؤاله عن القرآن، ومخاطبة ابن عباس له بقوله: «... ونحن ذاكرون في كتابنا هذا ما جاءت به الأخبار المنقولة، والأشعار المحفوظة عنهم، وما وافق القرآن من ألفاظهم، وما روي عن رسول الله - ﷺ - في الشعر والشعراء، وما جاء عن أصحابه والتابعين من بعدهم... فمن ذلك ما حدثنا به المفضل بن عبد الله (٢) عن أبيه عن جده، عن أبي ظبيان، عن عبد الله بن عباس قال: قدم نافع بن الأزرق الحروري إلى ابن عباس يسأله عن القرآن، فقال ابن عباس: يا نافع إن القرآن كلام الله تعالى، خاطب به العرب على لسان أفصحها، فمن زعم أن في القرآن غير العربية فقد افترى؛ لقوله تعالى: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [الزمر: ٢٨] (٣)» (٤). ثم عقد فصلًا بعنوان «ما وافق القرآن من ألفاظ العرب» أورد فيه أربعةً وثَمانينَ شاهدًا من الشعر المنسوب، وكلمات القرآن التي وافقت ما في هذه الشواهد من الألفاظ، وجُملةٌ كبيرة من تلك الشواهد وردت في مسائل نافع بن الأزرق (٥).
٣ - وأشار إليها المرزوقي (ت ٤٢١ هـ) في سياق ذكره لقصيدة عمر بن أبي ربيعة (٦).
٤ - كما أشار إليها نجم الدين الطوفي (ت ٧١٦ هـ) في كتابه «الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية» فقال: «عبد الله بن العباس الذي كان إذا سُئِلَ عن غريب القرآن ومشكلاته، أنشد أشعارَ العرب،
_________
(١) انظر: مقدمة تحقيق جمهرة أشعار العرب للقرشي ١/ ١١٠.
(٢) هو المفضل بن عبد الله بن محمد المُجَبَّري شيخ مؤلف جمهرة أشعار العرب، لم توجد له ترجمة. انظر: حاشية محقق الجمهرة ذات الرقم (١) ١/ ١١١.
(٣) الزمر ٢٨.
(٤) جمهرة أشعار العرب ١/ ١١٠ - ١١١.
(٥) انظر: جَمهرة أشعار العرب ١/ ١١٣ - ١٣٩.
(٦) انظر: أمالي المرزوقي ٣٤٥.


الصفحة التالية
Icon